إن الشعور ببعض التشويش في الرؤية عقب الخضوع لجراحة المياه البيضاء (الكاتاراكت) مباشرةً أمر طبيعي. ومع ذلك، يشعر معظم المرضى بتحسن في الرؤية خلال يوم إلى يومين. قد يستمر هذا التشويش لدى البعض بضعة أيام أو حتى أسبوع. تستغرق استعادة الرؤية الكاملة عادةً من أربعة إلى ستة أسابيع حتى تلتئم العين تمامًا. خلال هذه الفترة، سيصف لك الطبيب قطرات للعين للمساعدة في منع العدوى وتقليل الالتهاب، مما يسهم في تسريع عملية الشفاء.

يتمكن غالبية المرضى من معاودة ممارسة الأنشطة البسيطة كالقراءة ومشاهدة التلفاز واستخدام الحاسوب في غضون أربع وعشرين ساعة من العملية الجراحية. وعادةً ما يمكن العودة إلى العمل خلال فترة تتراوح بين يومين وسبعة أيام، وذلك حسب طبيعة مهام الوظيفة. ويتعين تجنب رفع الأوزان الثقيلة والتمارين البدنية المُجهدة والسباحة والأنشطة التي قد تعرض العين للغبار أو الأتربة خلال الأسبوع الأول. ويجب أيضًا الامتناع عن فرك العينين. وعادةً ما يُسمح باستئناف القيادة بعد أن يؤكد الطبيب المعالج استيفاء مستوى الرؤية للمعايير القانونية، ويتم ذلك عادةً في مدة لا تزيد عن أسبوع واحد بعد الجراحة.

تعتمد الحاجة إلى ارتداء النظارات بعد الخضوع لجراحة المياه البيضاء (الكاتاراكت) على نوع العدسة المزروعة داخل العين (IOL). فالعدسات القياسية أحادية البؤرة تعالج ضعف الإبصار لمسافة محددة (كالبعيدة غالبًا)، وتترك قصورًا في الرؤية القريبة يتطلب نظارات قراءة. في حين تُحسّن العدسات المتقدمة (كالمتعددة البؤر أو المُصححة للاستجماتيزم) جودة الرؤية لمدى أوسع، مما يُمكّن العديد من المرضى من الاستغناء عن النظارات في معظم الأنشطة. مع ذلك، فإن بعض الحالات الطبية أو الظروف البيئية (كالإضاءة الضعيفة) تتطلب استخدامها بشكل مؤقت. لذا، يُوصى بمناقشة أهدافك البصرية المرجوة مع الجرَّاح المُعالج لاختيار العدسة المناسبة لاحتياجاتك اليومية.